هذه قصة أمة سوداء كانت تعيش في أرض اليمن وكانت تعمل عند إمرأة كافرة ..
وفي يوم من الأيام خرجت هذه الأمة ومعها بنت مولاتها طفلة صغيرة مغطاة بوشاح أحمر .. كانت تتمشى بها بين الجبال .
وعندما قربت الشمس من الغروب عزمت على العودة للبيت ... وفي طريق عودتها رأت طيرأ جارحا هبط ناحيتها والتقط الوشاح الأحمر وطار به .
فخافت هذه الأمة من مولاتها لضياع ذلك الوشاح .... وبدأت تقدم رجل وتؤخر الأخرى خوفا من العودة للبيت ..
والمولاة الكانرة استغربت من تأخر هذه الأمة فخرجت إليها وعندما وجدتها سألتها عن الوشاح الأحمر .. فأخبرتها الخبر فلم تصدقها .. وقالت المولاة : أنت كاذبة .. أنت خبأتيه في مكان عفتك وسأطلب من صبيان القرية تجريدك من ملابسك لإخراج الوشاح ..
وفعلا بدأ الصبية يتجاذبون رداءها لرفعه ( أي بلاء أعظم من هذا البلاء ؟؟)
وفي تلك الآثناء عاد ذلك الطائر وحام فوق رأس الكافرة وألقى بالوشاح .. فحملت الكافرة ابنتها وتوجهت لبيتها وهي تجر أذيال الهزيمة والخزي والعار ..
أما تلك الأمة فلم ترجع لهذه الكافرة .. بل قطعت رحلة طويلة على قدميها من اليمن إلى المدينة المنورة حتى وصلت مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام ( ولك أن تتخيل شدة الآلآم التي واجهتها في رحلتها وألوان العداب الذي ذاقته )
المهم أنها وصلت فعمل الصحابة لها ركن مغطى في المسجد تعيش على صدقات المحسنين ..
وكان لها عمل عظيم في المسجد فهي تنظفه وإذا جاء وقت الظهر ترشه بالماء حتى يبرد .. وهكذا .
وبعد مدة من الزمن افتقد الرسول عليه السلام هذه المرأة .. فقيل له : إنها ماتت ودفناها ..
فغضب الرسول عليه السلام وقال : أفلا أخبرتوني لأصلي عليها .. وطلب منهم أن يدلوه على قبرها ..
فقام وصلى ودعا لها بدعاء عظيم تمنى أكثر الصحابة أن لو كانوا داخل هذا القبر لينالهم بركة دعاء الرسول عليه السلام ..